يسابق حلفاء إيران في العراق الجهود الدولية للاشادة والتأكيد على نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت قبل اسبوعين واسفرت عن خسارة كبيرة لهؤلاء وتداعيات ذلك في الواقع السياسي العراقي بالتسبب في مأزق سياسي يقولون ان العملية الانتخابية ادت اليه. اذ توالت الاحتجاجات من القوى والتنظيمات الموالية لإيران على نتائج الانتخابات في مقابل تمسك خصومهم بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي الداعم بقوة لإجراءات الحكومة العراقية ومفوضية الانتخابات والذي يعتبره هؤلاء انه أفرغ جانباً كبيراً من أهداف الاحتجاجات من محتواها.
لن ترغب إيران بقبول الامر الواقع وتعمل على مناهضته ولن تكون سابقة محاولة شيطنة اي موقف دولي بوصفه تدخلا دوليا في الوقت الذي تخشى تدحرج كرة المعارضة للنفوذ الإيراني عبر ميليشياته من العراق إلى لبنان في شكل خاص مع الاستعدادات المبدئية للانتخابات النيابية اللبنانية في الربيع المقبل. سبق ل”حزب الله” بعد انتخابات 2009 والتي عول فيها على السيطرة على الاكثرية ان طالب بان تحكم الاكثرية التي تفوز لينقلب كليا على هذا الامر بعد فوز قوى 14 آذار آنذاك بالأكثرية. ما يشهده العراق ان من خلال محاولات تطويق مفاعيل فوز الزعيم العراقي مقتدى الصدر بغالبية الاصوات الشيعية في مقابل خسارة القوى المدعومة او الموالية لإيران وتاليا تأليف حكومة معبرة عن التوازن السياسي الجديد يسقط مسبقا هذا الواقع على حليف إيران في لبنان وحلفائه أيضاً الذين بدأوا حملاتهم الانتخابية مبكرا على وقع ترهيب خصومهم او تقييدهم مسبقا خشية المفاجأت المرتقبة او المحتملة في هذه الانتخابات. وكان اخر فصول هذه المحاولات احداث الطيونة التي نقلت واقع التعدي من مناصرين للحزب والثنائي الشيعي على مناطق مسيحية إلى اتهامات إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع باعتباره الخصم المرشح لان يسقط الغطاء المسيحي الذي يوفره التيار العوني لـ“حزب الله” في الانتخابات المقبلة بعد التراجع الشعبي المخيف لتيار العهد الذي ابتلي اللبنانيون بالكوارث خلاله. وذلك فيما بدأ رئيس التيار العوني بشن حملات على جعجع كما على المجتمع المدني باعتباره يمكن ان يحمل مستقلين إلى المجلس النيابي المقبل، ايا تكن نسبة هؤلاء، ما يهدد حصته أيضاً.