قال البيت الأبيض رداً على تصريحات طهران الأخيرة: «لن نرفع العقوبات عن إيران قبل نتائج الحوار معها، وتصريحات مرشد إيران لرفع التخصيب لن تغير من موقفنا تجاه إيران».وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي: «لن نتخذ خطوات إضافية بشأن الاتفاق النووي وننتظر المباحثات المقررة ضمن مجموعة الدول الموقعة عليه».
وأضافت: «بيان الاتحاد الأوروبي يدعو للانخراط في مشاورات دبلوماسية ولننتظر ردَّ الإيرانيين على هذه الدعوة».وتابعت ساكي القول: «سياستنا تجاه إيران ينبغي أن تكون محل إجماع داخلي وسنتشاور مع الكونغرس بشأن خطواتنا المقبلة».
وكان المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي اكد استعداد إيران لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم الى 60 بالمئة في حال احتاجت الى ذلك، في ظل محاولات دبلوماسية لاحياء الاتفاق حول برنامجها النووي الذي انسحبت منه واشنطن.وأتت تصريحات خامنئي عشية بدء طهران تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذا لقرار برلماني طلب ذلك في حال انقضى 21 شباط من دون رفع العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران، بعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي في العام 2018.
ويطلب القرار البرلماني من الحكومة زيادة مستوى التخصيب الى 20 بالمئة، وهو ما بدأ تطبيقه مطلع كانون الثاني الماضي، في خطوة إضافية ضمن مسار تدريجي باشرت إيران اعتماده منذ منتصف 2019، وتراجعت خلاله عن العديد من التزاماتها، ردا على انسحاب الولايات المتحدة وإعادة فرضها عقوبات.
وقال خامنئي «نحن مصمّمون على امتلاك القدرات النووية بما يتلاءم مع حاجات البلاد، ولذلك سقف إيران للتخصيب لن يكون 20 بالمئة، وسنتصرف (وصولا) الى أي مستوى نحتاج إليه وتتطلبه البلاد، مثلا من أجل المحرك النووي أو أعمال أخرى، يمكن أن نذهب الى تخصيب بنسبة 60 بالمئة»، وذلك وفق ما جاء في بيان نشره موقعه الالكتروني الرسمي.وأضاف «الجمهورية الإسلامية لن تتراجع في المسألة النووية، وستمضي بقوة على مسار ما تحتاج إليه البلاد اليوم وغدا».
وهي توصلت الأحد لاتفاق موقت مع الوكالة الدولية خلال زيارة قام بها مديرها العام رافايل غروسي الذي أعلن بعد عودته الى فيينا، ان الاتفاق التقني يتيح مواصلة بعض عمليات التفتيش حتى ثلاثة أشهر.واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم أن الزيارة أفضت الى «إنجاز دبلوماسي مهم جدا وانجاز تقني مهم جدا» للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
وشدد على أنه «لم يتم فقط تعليق العمل بالتطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي (الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية)، لكن كل ما تم الاتفاق عليه الآن هو في إطار قانون» مجلس الشورى.وأكد غروسي أن هذا القانون «سينفذّ، ما يعني أن البروتوكول الاضافي للأسف سوف يُعَلّق»، متابعا «سوف يتم تقييد عملنا، لنواجه هذا الأمر.
لكنّنا تمكنا من الإبقاء على الدرجة اللازمة من أعمال المراقبة والتحقق».من جهتها، أكدت إيران أن من ضمن الاجراءات التي ستتخذها، وقف حصول الوكالة الذرية الدولية على تسجيلات كاميرات موضوعة في بعض المواقع. ورحبت موسكو امس بالاتفاق.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان أن طهران والوكالة الدولية قدمتا «مساهمة إيجابية ملموسة في توفير شروط بدء محادثات جوهرية بين المشاركين الحاليين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي».
وقال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن الوضع النووي الإيراني «مقلق»، وفقا لما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية.وجاء هذا التصريح خلال لقاء في بروكسل جمع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بزملائه من الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا التصريح أيضا تزامنا مع تأكيد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، أن بلاده «يمكنها تطوير السلاح النووي لكنها لا تريد ذلك».وقال خامنئي خلال اجتماع لخبراء القيادة بمشاركة رئيس البلاد، حسن روحاني، إن سقف تخصيب اليورانيوم في إيران ليس نسبة نقاء 20% وهو لن يبقى على هذا المستوى، مشددا: «قد نتخذ قرارا برفع التخصيب حتى درجة 60% وفقا لحاجات البلاد».
(وكالات)