“ما اسهل التجني والافتراء واختراع الروايات التي تذكرنا بزمن الدكتيلو”، وما أصعب إعادة ترميم وتصحيح الصورة وتثبيت الحقيقة، خصوصاً اذا كان الفجور والاستناد الى فائض القوة هو سمة من يصمّون الآذان بصراخهم عبر وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، وكأنهم انبياء ومعصومون”.
بهذه الخلاصة علّقت مصادر ديبلوماسية لبنانية رفيعة على “الحملة المفاجئة ومن دون سابق تصور وتصميم التي باشرتها جهات من قوى الثامن من اذار ضد رئيسة بعثة لبنان لدى الامم المتحدة في نيويورك الدكتورة أمل مدللي، والتي ذنبها الوحيد انها تعمل بصمت وبلا عراضات وبروباغندا،
وتلتزم الى ابعد الحدود بالمسؤوليات الموكلة اليها وفق القانون والتعليمات التي تردها من وزارة الخارجية في بيروت، وهي ليست من الصنف الذي يفتح على حسابه، انما شديدة الحرص على نقل حقيقة الموقف اللبناني من كل القضايا التي تطرح في أروقة مجلس الامن والمنظمة الدولية، ومن يفقه العمل الديبلوماسي يعرف ان الموقع الذي تشغله هو الأصعب والأخطر نظراً إلى حجم الملفات الضخمة التي تتابعها، والبريد الديبلوماسي الاكبر هو ذلك الذي يصل من نيويورك”.
وأوضحت أن “من يقارن النص السابق للبيان الذي كان سيصدر عن مجلس الامن في ما خص الإحاطة التي قدمها ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش حول تنفيذ القرار الدولي 1701 مع النص الذي صدر رسميا بعد المناقشات، يتبيّن ان بعثة لبنان برئاسة السفيرة مدللي نجحت وبمساعدة مندوب فرنسا واصدقاء لبنان في مجلس الامن بإضافة ادانة واضحة للخروقات الجوية والبرية والبحرية الاسرائيلية للسيادة اللبنانية وبالتالي للقرار 1701،
لا بل تمكّنت من تسليط الاضواء بقوة على ان هذه الخروقات الاسرائيلية تضاعفت مؤخراً بشكل دراماتيكي وخطير، ولبنان قدم ثلاث شكاوى ضد اسرائيل في مجلس الأمن نتيجة المنحى التصعيدي لهذه الخروقات”.
وكشفت عن ان “الاجتماع الاخير لمجلس الأمن الدولي كان اجتماعاً تشاورياً ومغلقاً كالعادة، لمناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار الدولي 1701 والذي رفعه اليه ممثله في لبنان يان كوبيتش، ولا علاقة له من قريب او من بعيد بتجديد تفويض ومهمة قوات الطوارئ الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفل)، لان موضوع مهمة قوات اليونيفيل وتفويضها يتمان عادة في اواخر شهر آب وهذا الامر يخضع لآليات مختلفة عن مناقشة تقرير دولي حول تنفيذ قرار صادر عن مجلس الامن”.
واكدت المصادر ان “الذي يريد اتهام بعثة لبنان في الامم المتحدة بأمور من نسج الخيال عليه ان يتهجى الف باء الديبلوماسية، وكل ما تضمنته الحملة الجاهزة والموحى بها من اتهامات لا اساس لها من الصحة وغير موجودة، وما نشر او نُطق به في بيروت من تقرير مبني على ادعاءات كاذبة لغايات مشبوهة،
وبالتالي كل ما ورد وأشيع مردود على مطلقيه، لان التصويب على بعثة لبنان وسفيرة لبنان في الامم المتحدة في هذا الظرف هو تصويب على عمل لبنان الدبلوماسي الدؤوب في الخارج والمنسق كليا مع الخارجية اللبنانية والمتّبع لتعليماتها وتوجيهاتها وانهاءاتها، والمطلوب معرفة الحقائق قبل توجيه الاتهامات”.
نداء الوطن