الديار: جهاد نافع-
في ليلة واحدة سجلت اربع عشرة عملية سرقة وسلب ونهب في شوارع طرابلس واحيائها التي لم تعد آمنة بالمطلق.
اعتراض سيارات برمي خفان عليها لتوقيفها وسلبها، تحطيم زجاج سيارات، عمليات كسر وخلع لمنازل، اطلاق رصاص، تصفيات جسدية، على غرار عملية اغتيال المؤهل اول في الجيش اللبناني احمد محمد المراد في شارع الميتين الذي ترك علامات استفهام حول تحرك الخلايا النائمة.
نفايات في الشوارع، وحرق اطارات وصبية يقطعون الطرقات مسلحين بسكاكين وبعضهم باسلحة فردية، وقنابل ترمى هنا وهناك، آخرها مساء امس الاول الاثنين في محلة التل ادت الى اصابة مواطنين شقيقين بجروح بليغة.
فوضى في كل مكان… سلب للهواتف من الايادي، وفلتان امني . طرابلس ساحة فلتان متروكة وليس فيها مسؤول واحد يبادر ولا اي جهة مستعدة لوقف الهذيان الامني الحقيقي في طرابلس غير الآمنة لحظة غروب الشمس حيث تتحول الى مدينة اشباح تسرح فيها العصابات والصبية.
وسط هذه المشاهد الدراماتيكية خرج عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ نبيل رحيم بصوت عال يصدح في سماء طرابلس يقرع ناقوس الخطر وقد وصلت الفوضى الى الذروة وسأل عن سبب غياب الدولة واجهزتها مما يحدث من اعمال مخلة بامن طرابلس…!!
وقال رحيم: «انا اليوم لا اريد ان احكي عن السياسيين وسرقاتهم وفسادهم وفشلهم، ولا اريد ان اتحدث عن وزارة الطاقة التي للاسف اتقنت كيفية قطع الكهرباء عن لبنان، كما اتقنت كيفية منع وصول البنزين والمازوت والغاز، ولا عن عن باقي الوزارات والوزراء والنواب، فقط اريد ان اركز على ما يحصل في طرابلس من فوضى وتفلت، مما يكشف ان الدولة اللبنانية بكل اجهزتها مسرورة بما يحدث من التشبيح وقطع الطرقات، حتى الداخلية منها حيث يتم منع الطرابلسيين من الوصول الى بيوتهم».
وتابع: «اضافة الى معاناة الناس، فان الكهرباء تأتي ساعة واحدة، والاشتراكات لا تعمل تحت حجة عدم وجود مازوت، والكل بات يعلم ان عددا من اصحاب مولدات الاشتراكات يبيعون المازوت في السوق السوداء، هذا عدا احتكار البنزين والمازوت وبيعها على الارصفة بالغالونات علناً في الشوارع حيث تباع باسعار عالية جدا امام عيون الاجهزة ويعجز الشعب عن شرائها، وحتى الدواء بات يباع بالسوق السوداء واحيانا مادة الخبز».
وسأل: «اين السياسيون؟ جميعهم غائبون عن السمع، غائبون عن الناس ولا أحد منهم يهتم باهل طرابلس، واين الرؤساء الثلاثة؟ فطرابلس هي المدينة الاكثر فقرا والاعلى درجة بطالة والاكثر هجرة غير شرعية عبر البحر، والاسوأ هو التشبيح والخوات التي يفرضها اشخاص على المحال التجارية وهو ما بات يدفع اصحاب المؤسسات الكبرى الى اغلاقها، فيما الوقود محتكر من جشعين والمشاكل تحصل امام المحطات ويعتدى عليها وبعض المحطات متورطة بالسوق السوداء يبعون البنزين لاناس يعمدون الى تفريغ سياراتهم وبيعها بالسوق السوداء».
وتابع: «امام ما يحدث من تلك المصائب نجد ان سياسيي طرابلس ونوابها غائبون عن السمع «ما حدا بينزل ع الشارع ويشوف هموم الناس»!!! وقال: «نحن نستغرب سكوت الدولة ومسؤوليها ونواب طرابلس عما يحدث في المدينة»، ودعا «الشرفاء في طرابلس الى التكاتف والتعاون للوقوف بجانب الفقير والمظلوم»، كما دعا «الى منع قطع الطرقات ورمي حاويات الزبالة في الشوارع، ومنع حرق الدواليب مما يلوث البيئة ويتسبب بالامراض ويخرب الطرقات ويشوهها»، وطالب «بمنع اطلاق الرصاص العشوائي مما يرعب الاطفال ويصيب ابرياء ويتسبب باضرار في السيارات التي يتساقط عليها الرصاص».
وسأل رحيم: «لماذا الدولة واجهزتها تغض النظر عما يحصل في طرابلس والشمال؟ هل لان اهل طرابلس واهل الشمال دمهم رخيص؟ وهل مسموح اللعب بأمن طرابلس واذلالها؟ اين الدولة التي تعرف طرابلس فقط بتحصيل الضرائب التي يدفعها اهل المدينة»؟
وختم: «لا بد من التعاون لرفع الظلم عن المدينة ولحماية اهل المدينة ولمنع قطع الطرقات ووقف كل اشكال الفوضى والفلتان، ندائي الى الجميع هو الاسراع بالتكاتف لمنع كل الاعتداءات التي تحصل في المدينة ولوقف الظلم اللاحق بها».