حسم علماء في كوريا الجنوبية الجدل حول إمكانية تعرض مصابي كورونا إلى العدوى مجدداً وأشاروا بحسب تقرير لصحيفة “الصن” البريطانية إلى أن مرضى “كوفيد-“19 لا ينتكسون بعد التعافي من المرض، وعزوا سبب ظهور الفيروس مجدداً لدى البعض إلى الاختبارات الخاطئة.
ووفقاً للجنة السريرية المركزية لكوريا الجنوبية لمكافحة الأمراض الناشئة، فإن نتائج الاختبارات الموجبة على الأشخاص الذين شفوا من المرض كانت نتيجة “مخلفات” (RNA) فيروسية لا تزال باقية في أجسامهم، وليس لديها القدرة على إحداث إصابة جديدة لحامليها أو نقل العدوى. والاستنتاج متسق مع النتائج التي توصلت إليها المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال رئيس اللجنة السريرية أوه ميونغ إن “النتائج الإيجابية اللاحقة نجمت عن أوجه القصور في اختبار تفاعل البوليميريز المتسلسل(PCR) الذي يكشف المعلومات الجينية للفيروس (RNA) في العينات المأخوذة من المرضى”.
وأوضح أن الاختبار غير قادر على التمييز بين الحمض النووي الريبي الحيَ والبقايا غير الضارة التي يمكن أن تبقى في جسم شخص تعافى بالكامل.
وكانت الاختبارات في دول من بينها الصين أظهرت حالات موجبة لنسبة قد تصل لعشرة في المئة من المصابين بالمرض المعروف باسم “كوفيد-19″، بعد شفائهم من المرض.
وإعادة العدوى من الناحية العملية قد تعني أن الفيروس يتحوَر، وهذا بدوره قد يعقد مهمة الجهاز المناعي لتطوير أجسام مضاده ضده، كما يعقد مهمة العثور على لقاح جديد، أو الوصول إلى مناعية جماعية (مناعة القطيع).
في غضون ذلك رجَح علماء أميركيون أن يستمر وباء كورونا، لعامين على الأقل، ولن يجري احتواؤه إلَا حين يصير ثلث سكان العالم محصنين مناعياً ضد العدوى.
وقال باحثون من مركز بحوث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا إن السيطرة على الفيروس أمر صعب جداً لأنه ينتقل عن طريق أشخاص لا تبدو عليهم أي أعراض للمرض.وأضاف التقرير الطبي أن الأشخاص الحاملين للفيروس قد يصلون إلى أوج نقل العدوى للآخرين، قبل أن تظهر الأعراض، بحسب “بلومبرغ”.
وأورد التقرير أن على المسؤولين أن يدركوا أن الفيروس لن ينتهي عمَا قريب، كما يتوجب على الناس أيضا أن يعرفوا أنه قد يكون ثمة “تفشٍ موسمي” بين الفينة والأخرى خلال العامين المقبلين.
وتعكف هيئات طبية على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، لكن المصل قد يكون متاحاً بكميات محدودة فقط خلال المرحلة الأولى.وشرعت مؤسسات علمية في إجراء اختبارات سريرية للقاحات ضد العدوى، لكنها مضطرة إلى انتظار أشهر للتأكد من عدم تسبب المصل بأي مضاعفات جانبية.ويخشى العلماء أن يؤدي الانحسار المؤقت للفيروس إلى السماح بعودة الحياة بشكل طبيعي، لأن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي لعودة منحى الإصابات إلى ما كان عليه في وقت سابق.
وفي السياق كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية عن تقرير أعده عدد من خبراء الأوبئة، ويتحدث عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لانتشار الفيروس، الأول يبدأ بموجة في ربيع 2020، تليها سلسلة من الموجات الأصغر المتكررة تحدث خلال فصل الصيف وتستمر على مدى عام إلى عامين وتتناقص تدريجياً في وقت ما من عام 2021.
أما السيناريو الثاني فيبدأ بموجة من انتشار الوباء القاتل، تليها موجة أكبر في الخريف أو الشتاء وموجة واحدة أو أكثر في عام 2021.
ووفقاً للتقرير “سيتطلب هذا السيناريو إعادة تدابير العزل في الخريف في محاولة لخفض انتشار العدوى وتقليل الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، مشيرين إلى أن “هذا النمط مشابه لما شوهد مع جائحة الإنفلونزا في عامي 1918 و1919”.
أما السيناريو الثالث فيحصل من خلال انتشار بطيء لكن مستمر للفيروس، لا يتطلب إجراءات عزل، على الرغم من أنه سيشهد استمراراً في حالات الإصابة والوفيات.ودعا الخبراء إلى أن تخطط الولايات المتحدة لمواجهة السيناريو الثاني الذي يعد الأسوأ، كما نصحوا المسؤولين الحكوميين وضع خطط ملموسة، بما في ذلك إعادة تدابير العزل.
وقال التقرير إن توفر اللقاح يمكن أن يساعد، ولكن ليس بسرعة، باعتبار أنه قد لا يكون متاحاً حتى عام 2021.
المصدر: المدن