كعادتها “القوات اللبنانية” تتعاطى مع الحلفاء والاخصام على القطعة، فعندما يكون التقارب أو المصلحة القواتية تقتضي التحالف مع اليسار الديمقراطي أو الحزب الشيوعي للفوز بمقعد نيابي أو ببلدية معينة، لا تهاجمهم “القوات ” وجيشها الالكتروني. لكن عندما تتهدد مصلحة “القوات” في انتخابات نقابة المهندسين ويتجه مزاج الناخبين المسيحيين باتجاه طروحات الثورة، يصبح هؤلاء عملاء وخونة وتشن عليهم حرب الكترونية لا تقوم بها “القوات” حتى على خصمها اللدود “حزب الله”. فالقوات تخوض حرب تضليلية كبيرة ضد مشرح “النقابة تنتفض” المهندس عارف ياسين لتخويف المهندسين المسيحيين، واقناعهم بعدم التصويت له، وذلك من خلال اتهامه بأنه ينتمي الى الحزب الشيوعي ومقرب من “حزب الله”.
علماً أن الحقيقة غير ذلك مطلقاً، فعارف ياسين من الشيعة الذين واجهوا، ويواجهون “حزب الله” وسلاحه بجرأة كبيرة، في وقت طبّعت فيه “القوات” مع “حزب الله” وحيدت سلاحه.
والسؤال الذي يُطرح هنا، هل أصبح رفاق الشهيد جورج حاوي، أمثال عارف ياسين، الذي يستذكره القواتيون في ذكرى اغتياله، تغطية لحزب الله؟. علماً ان قياديين حاليين وسابقين في “القوات” كانوا ينتمون إلى احزاب وتيارات يسارية، مثل توفيق الهندي (منظمة العمل الشيوعي)، والنائب السابق ايلي كيروز (متأثر بالفكر الشيوعي)، ونادر سكر (قومي سوري)، وهي تحالفت مع “التيار” و”الشيوعي” في الانتخابات البلدية، ودعمت ترشيح الشيوعي انطوان خوري طوق لرئاسة بلدية بشري، اللائحة تطول، وفق مقولة “يلي بيتو من زجاج لا يرمي غيره بحجر”. هل تناست “القوات” انها تحالفت مع “اليسار” في الجنوب وبعلبك، وفي الكورة حيث رشحت جورج منصور على لائحتها؟”. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل انضمت “القوات” إلى صفوف “حزب الله” لضرب المعارضة النقابية؟”.
“ليبانون ديبايت”