كل ما قيل عن “الخطة ب” التي تردد قبل أسابيع ان الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان فيها كبديل محتمل، إذا فشلت مفاوضات فيينا وواصل النظام الإيراني تصعيد عمليات التخصيب التي تضعه على عتبة صنع سلاح نووي، بلا أي معنى، لأن التطورات تؤكد يوماً بعد يوم أن ايران ماضية في عمليات التخصيب، التي سبق أن اعتبرها الأميركيون وحلفاؤهم الأوروبيون “الخطة ب” الإيرانية.
قبل أيام نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريراً اميركياً مفاده أن طهران على بعد شهر من الوصول إلى سلاح نووي، في وقت من الواضح ان نفوذ إدارة الرئيس جو بايدن غارقة في التخبط وتلاشي النفوذ بعد الانسحاب الكارثي من أفغانستان وبداية التراجع في الشرق الأوسط، ويحذّر التقرير من ان تراخي إدارة بايدن قد يدفع الشرق الأوسط إلى سباق تسلّح نووي جديد، وهو ما كان قد دفع إدارة باراك أوباما إلى قبول الاتفاق مع إيران عام 2015، لوقف مثل هذا السباق!
اللعبة الإيرانية مكشوفة جداً، فمع انتخاب الرئيس المتشدد ابرهيم رئيسي، قالت طهران انها تريد العودة إلى محادثات فيينا، التي كانت مستعجلة عليها اساساً عندما بدأت في السادس من نيسان الماضي، لكن وفق قواعد تفاوض جديدة، بمعنى انها ترفض كل محاولة لتوسيع اطار أي إتفاق جديد بحيث يشمل وقف تطوير الصواريخ البالستية وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة بما يزعزع الاستقرار، الآن يذهب وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان إلى الأمم المتحدة ويعقد خمسين اجتماعاً ثنائياً مع مسؤولين دوليين، إلا انه لم يكشف شيئاً عن موعد عودة ايران إلى فيينا، والحجة ان طهران بصدد تشكيل وفد جديد إلى المفاوضات، وهو ما جعل المصادر الأميركية والدولية تعتقد ان طهران عازمة على ان تصل إلى امتلاك سلاح نووي، تحت ستار من المراوغة وكسب الوقت قبل العودة إلى فيينا !