أثارت حالة غريبة تنتاب المصابين بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” حيرة الأطباء، ودفعهم للتشكيك في المبادئ الأساسية لعلم الأحياء، بعد أن رصد عدد من الأطباء انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم لدى عدد من المصابين دون شعورهم بذلك ما قد يسبب تبعات خطيرة.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن بعض مرضى كورونا يكون لديهم مستويات منخفضة من الأوكسجين بما يكفي لإحداث فقدان الوعي أو حتى الموت، ما فتح باب التساؤلات بشأن كيفية مهاجمة الفيروس للرئتين، وما إذا كان يمكن أن تكون هناك طرق أكثر فعالية لعلاج هؤلاء المرضى.
وتثير هذه الظاهرة، التي يعرفها البعض بإسم “نقص الأوكسجين” حيرة الأطباء كون مصابي كورونا لا يظهر عليهم في البداية أعراض تأثير نقص الأوكسجين بالمقارنة بالحالات الأخرى، حيث قد تتسبب هذه الحالة في القضاء على كثير من المصابين.
وتشير القواعد الطبية إلى أن الشخص السليم يكون لديه تشبع بالأوكسجين بنسبة 95 بالمئة على الأقل،
وحال انخفاض الأوكسجين إلى 75 بالمئة يفقد المرضى وعيهم، حيث يتعرض القلب والدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى للخطر، أما في عدد من حالات كورونا فتكون نسبة الأوكسجين في حدود 50 بالمئة، وفقا للأطباء الذي أثارت هذه الظاهرة حيرتهم وقد تفتك بالكثير من المصابين حال عدم التدخل السريع.
ويقول استشاري في الرعاية الحرجة والتخدير في مستشفى مانشستر الملكي، جوناثان بانارد سميث: “من المثير للاهتمام أن نرى إلى أي مدى يعاني الكثير من الناس من نقص الأوكسجين”.وأضاف “نحن نرى تشبع الأوكسجين منخفض جدا ولا يدركون ذلك. وعادة لا نرى هذه الظاهرة في الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي. إنه أعمق بكثير”.من جانبه، أوضح طبيب التخدير في إحدى مستشفيات مانشستر، مايك تشارلزورث، أن حالات الالتهاب الرئوي الأخرى عادة ما يبدون مرضى للغاية بسبب نقص الأوكسجين، إلا أن في حالة مرضى كورونا فالوضع مختلف بشكل غريب”.
وأضاف “مع الالتهاب الرئوي أو الانسداد الرئوي لن يجلسوا في السرير يتحدثون معك. نحن فقط لا نفهم ذلك. لا نعلم ما إذا كان يسبب تلفًا للأعضاء ولا يمكننا اكتشافه”.
المصدر: سبوتنيك