أظهرت مشاركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في لقاء رؤساء الكتل النيابية في قصر بعبدا التباينات بين معراب وبيت الوسط، مع أن رئيس حزب “القوات” قطع الطريق على بعض مستغلي مشاركته أنه لن يتخلى عن حلفائه، لا سيما في الوقت الذي يخوض فيه تيار “المستقبل” حرباً شرسة على رئيس الجمهورية والحكومة الحالية و”التيار الوطني الحر”.
ويقول أحد نواب “المستقبل” في مجلس خاص، بأن كل الخطوط باتت مقطوعة مع بعبدا وميرنا الشالوحي، مع إشارته إلى قيام البعض بمساع للتهدئة، إلا أن ذلك لا ينفع باعتقاده، لأن الأجواء السائدة، ووفق معلوماته، تؤكد أن المسألة لم تقتصر على إخراج الحريري من السراي، ولكن ثمة خطة ممنهجة تسعى للقضاء على الحريرية السياسية.
وفي السياق، يلاحظ أن الخطة الثانية بعد دفع الحريري إلى الإستقالة، تكمن في ضرب السياسات الإقتصادية والمالية التي أنتجتها الحكومات الحريرية المتعاقبة، ما يؤكد بشكل حاسم أنه من الصعوبة في هذه المرحلة، وما تبقى للعهد، بأن تعود العلاقة بين عون والحريري والأمر عينه مع “التيار الوطني الحر”،
وصولاً إلى معركة مفتوحة بين بيت الوسط والسراي.وبالعودة إلى مشاركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في لقاء بعبدا، فإن الحريريين يؤكدون أنه يحق لأي طرف سياسي ممارسة دوره كما يرتأيه، خصوصاً وأن هذه المشاركة لها جدواها، بحسب أكثر من جهة، على صعيد عرض جعجع شخصياً لكل الملاحظات على هذه الخطة، لا سيما وأن لديه الأجواء والمعطيات والأرقام،
وخصوصاً في مرحلة يشهد خلالها الناس معاناة إجتماعية ومعيشية، وفي هذه الظروف تبقى المشاركة أو تنازلات معينة أفضل وأجدى من أي حسابات ضيقة أو شعبوية بالزائد أو بالناقص.ويبقى أن ما جرى في بعبدا، سيكون له ارتدادات وحسابات وقراءات على أكثر من مستوى حيال تصفية الحسابات السياسية والإصطفافات بين هذا الفريق وذاك، وإعادة صياغة جذرية لكل مسار التحالفات على مستوى 8 و14 آذار،
مع ضرورة قراءة تغريدة زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية وعدم مشاركته في الجلسة، ما يؤشّر إلى أن الإستحقاق الرئاسي بدأ يلوح في الأفق ولكلٍ حساباته، وعلى هذا الأساس بات هذا الإستحقاق يدخل في كل ما يجري على الساحة المحلية سياسياً واقتصادياً، وربما طاولة بعبدا كانت من ضمن حسابات البعض، إن على صعيد المشاركة أوعدمها.
فادي عيد – ليبانون ديبايت