لا صوتَ يعلو اليوم بالنسبة إلى رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط فوق صوت هاجس فيروس “كورونا” وخطورة الوضع الصحّي في البلاد. أمّا السياسة فهي بالنسبة اليه أمر ثانويّ أمام هول “الكارثة” الصحيّة التي قد تضرب لبنان نتيجة الإستهتار أو الأخطاء التي تُرتكب، إمّا عن عمد أو عن غير دراية، والتي أدّت إلى ارتفاع مُخيف عدد المصابين بالفيروس بشكل مُخيف خلال الأيّام الماضية.
بداية نُبارك لـ”البيك” المصالحة التي تمتّ أخيراً بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، فيجيب “هي ليست مصالحة بالمعنى الذي يستخدمه أو يسوّقه البعض، لقد أسميناها “مصالحة ومصارحة” والنقاش بموضوعية حول مجموعة نقاط، سواء خلافية أو وفاقية”.
يحتدّ “البيك” لدى محاولتنا تسييس الحوار وأخذه نحو ما هو أبعد من مجرّد “تلطيف الأجواء”، فهل يحمل اللقاء حجماً أكبر من مجرّد توافق ونقاش؟.
“عن أي أحجام تتحدثون، لا توجد أحجام في البلد، ومن هي الجهة التي يُمكن أن تدّعي أصلاً أن لديها حجم أو تدخل في لعبة الأحجام؟”.
ويُضيف جنبلاط: الحجم المُخيف اليوم هو فيروس “كورونا” الذي يُشكّل الهاجس الأكبر للجميع ويُسيطر على كافة الأجواء الصحيّة والاجتماعية والاقتصادية، مؤكداً أن فكره ليس في السياسة وزواريبها ولا في صراعاتها السخيفة، إنما بصحةّ الناس وحمايتهم وتوفير البيئة الصحيّة التي تُبقيهم بمنأى عن تفشّي الأمراض.
“لذلك يكفينا تنظيرات من هنا وهناك”.يُعبّر جنبلاط عن هواجسه من الطرق العشوائيّة لطريقة نقل الطائرات للمواطنين اللبنانيين من الخارج إلى لبنان بالإضافة إلى تدخلات جهات نافذة بعمليات النقل هذه، إذ يقول “لا توجد متابعة صحيّة ولا ضبط صحي على متن الطيران، وكذلك نسأل عن المسافات الضروريّة بين الركاب مثلما سبق أن طالب وأكد رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، لماذا كل هذه الفوضى ولصالح من؟”.
ويُتابع جنبلاط تساؤلاته: “لماذا يُسمح للسفير أو القنصل أو أي جهة أخرى بأن يكون قرارها فوق قرار الكابتن الذي من المفترض أنه الحاكم على متن الطائرة؟”.وعن المساعدات والمتابعات التي يقوم بها في كل مناطق الجبل لمواجهة “كورونا” وتداعياته، يؤكد جنبلاط أن “ما أقوم به هو أمر طبيعي لجهة اتخاذ الاحتياطات واستلحاق الوضع قبل أن يتدهور بشكل لا يعود هناك إمكانية لتصحيح الأضرار”.
على الرغم من المساعدات المتعددة والمتنوّعة التي قدمها في أكثر من مكان واتجاه بهدف تحصين الحالة الصحيّة، إلا أنه لم يَسلم من الإتهامات التي تضعه في خانة العمل الضيّق ضمن طائفته، في هذا الشقّ يؤكد جنبلاط أن “له الحق الإهتمام بمنطقته والإهتمام بالناس”، علماً أن هذا الإهتمام برأيه، لا يعني أن خطورة الفيروس قد زالت “فما زال الطريق أمامنا طويلاً”.
أمّا على الصعيد الوطني، يذهب جنبلاط إلى حدِّ التحذير من الوضع الصحّي، فيقول “إسألوا وزير الصحة مدى خطورة الوضع، وهو الذي قام بجهد جبّار لكنه بحاجة الى مساعدة من السلطة.
كما أنه ومن الضروري جداً عدم تدخل أي جهة نافذة بعودة اللبنانيين من الخارج، فلا بدّ للعودة أن تكون مبرمجة على أسس صحيّة دقيقة وطواقم طبيّة تذهب مع الطائرة للتأكّد من الفحوصات التي تُجرى في الخارج، لأننا سمعنا كما كثيرين أن هناك بعض الفحوصات المزوّرة”.
علي الحسيني – ليبانون ديبايت