شكل لبنان، أخيراً، حكومة بعد عام كامل من الشلل السياسي الذي أفسد اقتصاده، على الرغم من ذلك، يتساءل المُحللون عما إذا كان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، أغنى رجل في البلاد، سيقدم الإصلاحات اللازمة لإحياء البلد المتعثر وإنقاذ لبنان من الإفلاس.
ويقول المحللون، لإذاعة “فويس أوف أميركا” (صوت أميركا)، إن حكومة ميقاتي “تعزز الطائفية التي تعيق البلاد”، مُشيرين إلى أنه “من غير المرجح أن تقدم دول الخليج العربي مساعدة مالية طالما أن “حزب الله” المدعوم من إيران يمسك بقبضته الخانقة على السلطة”.
ووفقاً، للإذاعة فقد “ضغطت الولايات المتحدة وفرنسا على السياسيين اللبنانيين لإنهاء مشاحناتهم السياسية بشأن الحقائب الوزارية، ورحبتا بالحكومة الجديدة، وقالتا إنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية الأليمة في البلاد، خصوصاً بعد انفجار ميناء بيروت المميت في (آب) من العام الماضي”.
في السياق، تقول المحللة اللبنانية دانيا قليلات الخطيب من معهد “عصام فارس” في الجامعة الأميركية في بيروت لــ”فويس أوف أميركا”: “بعد أكثر من 13 شهراً من انتظار حكومة جديدة، يشعر اللبنانيون بخيبة أمل من الحكومة التي تشكلت حالياً، اللبنانيون يائسون من قدرتها على وقف الانزلاق نحو الفقر والفوضى التي يعانون منها”.
تضيف: “والأهم من ذلك فإن وزير المالية (الجديد يوسف خليل)، الذي يحتاج إلى استئناف المحادثات مع “صندوق النقد الدولي” بشأن إلغاء الحظر على الدعم المالي الذي لبنان بأمس الحاجة اليه الآن، يُنظر إليه على أنه من غير المرجح أن يكون حازماً بما يكفي بشأن مصرف لبنان (كان يشغل منصب مدير العمليات المالية في مصرف لبنان)، الذي يُلقى عليه باللوم على نطاق واسع في إفلاس لبنان”.
وتتابع: “لقد أبقوا على الشبكة الطائفية عينها، والنظام عينه، كان المواطنون يتوقعون التغيير، لا شيء جديد، كل شيئ لا يزال على ما عليه قديماً، ولن يكون هناك أي إصلاحات ما لم تكن وزارة المال حرة يرأسها شخص مستقل حقاً، لكن في وزارة المالية وضعوا يوسف خليل. ما لم يكن هناك تدقيق مالي حقيقي، لا يمكنك إجراء أي إصلاحات، هناك بعض الأشخاص الجيدين مثل ناصر ياسين وزير البيئة. لكن هؤلاء الأشخاص الجيدون لن يتمكنوا من العمل إلا إذا كان لديهم بنية يمكنهم العمل من خلالها”.
ووفقا للإذاعة، يعتقد قلة من المراقبين أن “الحكومة ستشرف على تدقيق مالي شامل للبنك المركزي (مصرف لبنان) لأن تأمين دعم صندوق النقد الدولي سيتطلب إصلاحات فشلت الحكومات السابقة في تنفيذها.، ويلقي المواطنون باللوم على هذه الأحزاب الحاكمة منذ عقود من الفساد وسوء إدارة موارد لبنان. إن الحصول على مساعدة مالية من دول الخليج العربي يعني مواجهة نفوذ “حزب الله” الكبير”.
وتشير “فويس أوف أميركا” الى أن المحلل سامي مبيض، أوضح في صحيفة “غلف نيوز “- دبي، أن “حزب الله” مسؤول عن وزارة الأشغال العامة وهي “مهمة جدا بالنسبة للحزب المدعوم من إيران، لأنها المكان الذي ستصب فيه كل الأموال، متى/ إذا بدأت إعادة إعمار بيروت “.
وقال مبيض: “إن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري رفض بإصرار منحهم (حزب الله) هذه الوزارة، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إعاقة إعادة الإعمار وإخافة المستثمرين العرب، وربما فرض عقوبات من الولايات المتحدة”.
وتنقل “فويس أوف أميركا” عن بعض المراقبين قولهم “إن حكومة ميقاتي قد تحاول تنفيذ بعض الإصلاحات المتواضعة لتأمين أصوات الأحزاب الطائفية التقليدية في الإنتخابات المقبلة”.
وتقول الخطيب: “إن التركيز الآن على الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية في لبنان المقرر إجراؤها العام المقبل، الموضوع كله سيكون بشأن الترشح للانتخابات.، لا أعتقد أن الانتخابات ستحدث تغييرًا حقيقيًا لأن هيكل السلطة يتم وضعه بطريقة تكرس السلطة نفسها فيه فيما المعارضة ليست منظمة بشكل جيد”.
في غضون ذلك، “يكافح معظم اللبنانيين للبقاء على قيد الحياة وسط ارتفاع التضخم وخسارة أكثر من 90٪ في قيمة عملتهم، إلى جانب نقص الوقود والأدوية وانقطاع حاد في التيار الكهربائي”.