يعتقد “مكتب التحقيقات الفدرالي” الأميركي وخبراء الأمن الإلكتروني أن مخترقين صينيين يُحاولون سرقة أبحاث حول تطوير لقاح ضدّ فيروس “كورونا المستجدّ”، وفق ما أفادت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز”.
وبالفعل، يُخطّط “مكتب التحقيقات الفدرالي” ووزارة الأمن الداخلي لإصدار تحذير في شأن القرصنة الصينيّة، فيما تتسابق الحكومات والشركات الخاصة لتطوير لقاح لمواجهة تفشّي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 286 ألف شخص حول العالم.
ويستهدف القراصنة أيضاً المعلومات والملكيّة الفكريّة المتعلّقة بالعلاجات وفحوص كشف الإصابة بـ”كوفيد-19″، بينما يؤكد المسؤولون الأميركيّون وفق التقارير أن القراصنة على صلة مباشرة بالحكومة الشيوعيّة في بكين، التي رفضت “المزاعم الأميركيّة” معتبرةً أنّها تُعارض بشدّة كافة الهجمات الإلكترونيّة.
وسيُضاف التحذير الأميركي إلى سلسلة من التنبيهات والتقارير التي تتّهم قراصنة مدعومين من حكومات إيران وكوريا الشماليّة وروسيا والصين، بالقيام بنشاطات خبيثة على ارتباط بالوباء، من نشر أخبار كاذبة إلى استهداف الأطباء والموظّفين والعلماء.
وفي بلاد القياصرة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء “عطلة العمل” السارية في روسيا منذ أواخر آذار والهادفة إلى تسهيل فرض العزل، ما يُعطي إشارة الانطلاق لرفع تدريجي للقيود المفروضة في المناطق الروسيّة اليوم. لكنّه أكد في الوقت عينه أن التصدّي للجائحة لم ينتهِ”، محذّراً من أن “الخطر لا يزال قائماً”.
إلّا أن هذا الإعلان، الذي يأتي في وقت سجّلت فيه البلاد أكثر من 11 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، لا يعني انتهاء عزل جميع الروس، إذ لا تزال مدينة موسكو خصوصاً، وهي بؤرة الوباء الرئيسيّة في البلاد، معزولة حتّى 31 أيّار على الأقلّ. وسجّلت روسيا رسميّاً 221344 إصابة منذ بدء الأزمة، توفي منهم 2009 ضحايا.
أمّا في المملكة المتحدة، فقد قدّم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطّته لتخفيف الحجر على مراحل، محذّراً من أنّه “لن يتردّد” في الرجوع عنها إذا اقتضى الأمر. وخلال خطاب أمام النوّاب استمرّ ساعة ونصف، شرح جونسون الخطوات الثلاث للخطّة المفصّلة في 50 صفحة. واعتبر رئيس الحكومة المحافظ أن “التحدّي المطروح علينا هو إيجاد طريقة للمضي قدماً مع الحفاظ على المكتسبات التي حقّقناها عبر تخفيف عبء الحجر”، مضيفاً: “أنا صريح، إنّه توازن من الصعب جدّاً الحفاظ عليه”.
في الغضون، بدأ عشرات ملايين الفرنسيين والإسبان بالأمس استعادة قسم من حرّية الحركة، لكن المخاوف من موجة ثانية لا تزال قائمة. ومع فرض وضع الكمّامات في وسائل النقل العام والالتزام باجراءات التباعد الاجتماعي، تتواصل الدعوات لتشجيع العمل عن بُعد، في حين أكد مسؤول فرنسي رفيع مكلّف التحضير للخروج من العزل أنّه ينبغي توقّع احتمال إعادة فرض تدابير العزل مرّة أخرى.
توازياً، تراجع عدد المصابين بـ”كوفيد-19″ الذين يتلقّون العلاج في وحدات العناية المركّزة في إيطاليا إلى 999 شخصاً، متدنّياً عن ألف مريض للمرّة الأولى منذ 10 آذار، وفق ما أعلن الدفاع المدني الإيطالي. وبلغ عدد المصابين في وحدات العناية المركّزة ذروته في 3 نيسان، إذ وصل إلى 4068 مريضاً، حين كان النظام الصحّي في شمال إيطاليا على شفير الانهيار.
وفي دول أوروبّية عدّة، سلك التلاميذ والأساتذة مجدّداً طريق المدرسة بالأمس، بعد عزل دام أسابيع بسبب الأزمة الصحّية العالميّة، باستثناء الإيطاليين والإسبان الذين لن يعودوا إلى المدارس قبل أيلول. وإذا كان عدد من التلاميذ الأوروبّيين عادوا إلى الصفوف في الدنمارك والنروج، فقد استأنف التلاميذ الهولنديّون واليونانيّون والسويسريّون والكرواتيّون والصربيّون الدروس بالتناوب وبحسب الفئات العمريّة الإثنين.
أمّا في كوريا الجنوبيّة، حيث تمّ احتواء الوباء، فأمرت العاصمة سيول بإغلاق الحانات والملاهي الليليّة بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بـ”كوفيد-19″. لكن رغم هذه الاجراءات التي اعتُمدت اعتباراً من نهاية الأسبوع، أُحصيت 35 حالة جديدة بالأمس. وكذلك في ووهان، البؤرة الأولى للوباء، أعلنت السلطات تسجيل حالة جديدة الأحد و5 حالات الإثنين، بعد أكثر من شهر على التوقّف إثر فرض اجراءات عزل مشدّدة جدّاً.
ولا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرّراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع 81190 وفاة من أصل مليون و377 ألفاً، في حين تحتلّ بريطانيا المرتبة الثانية بتسجيلها 32065 وفاة من بين 223060 إصابة، تليها إيطاليا مع 30739 وفاة من أصل 219814 إصابة، ثمّ إسبانيا مع 26744 وفاة و227436 إصابة، وفرنسا مع 26643 وفاة و177423 إصابة.