لن تَكون نهاية الأسبوع على ما يَشتهي الشعب “المقهور”، هذا هو الإنطباع الذي خرج من اللقاء الثالث عشر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المُكلف نجيب ميقاتي، الذي إكتفى بكلمتَيْن “إنشالله خير”، وكأنّ ما هناك من خيرٍ ينتظر اللبنانيين في ظلّ “المُماطلة والعرقلة والتسويف” من جهة والأزمات الحياتية “المُتضخمة” من جهة أخرى.
وعاد الأمر عصر أمس إلى نقطة الصفر فلا الحقائب حُسِمت ولا الأسماء تمّ الاتفاق عليها، بل نُصِبت الأفخاخ ووُضعت “الفيتوات” على هذا الإسم أو هذه الحقيبة، ممّا يعني أنّ نهاية أسبوع مُتخمة بالإتصالات لتذليل ما يُمكن تذليله.
بالأمس لم يَحمل الرئيس المُكلف تشكيلة كاملة بل جاء ليطرح بدائل وَجد فيها الرئيس “أفخاخاً” تُنصب له إستيباقاً للإنتخابات النيابية، وأوّل ما طرحه ميقاتي من بدائل إعطاء تيار المردة حقيبتَيْن “الإعلام” و”الإتصالات”.
لكن المُفارقة التي أقلقت الرئيس عون هي الإسمَيْن المطروحَيْن لحقيبة الاعلام وهما مارونيين من كسروان الأول جورج قرداحي والثاني جوني قرم، فلم يَهضم الرئيس طرح إثنين مارونيين من كسروان لـ “المردة” الذي يبدو أنّه خرج من “الشرنقة” ليبسط جناحَيْه في منطقة تعني الثقل الإنتخابي للرئيس، وبالتالي فإن سمح بزرع هذا “اللغم” في منطقته فإنه سينفجر إنتخابياً لغير مصلحته.
وكذلك إستمرَّ “الفيتو الميقاتي” على إسم هنري خوري الذي طرحه الرئيس لوزارة العدل، في مُقابل “فيتو عوني” على إسمَي اللواء ابراهيم بصبوص واللواء مروان زين لوزارة الداخلية، التي هي في الحقيقة “المستترة” ليست من حصة الرئيس ميقاتي بل من حصة الرئيس الحريري الذي يريد موقعاً ينتشله في الإنتخابات النيابية المُقبلة.
ولم تَسلم الحقائب الأخرى من “الفيتوات” فرفض ميقاتي طرح الرئيس عون لإسم ريمون خوري كوزير للشؤون الاجتماعية التي حُسِمت من حصة الرئيس، على ان تكون وزارة الاقتصاد من الحصة “الميقاتية”.
وإستمرَّت أمس تغذية خطوط التنسيق بين عين التينة وبنشعي وبيت الوسط لـ “قهر” جنرال بعبدا حكومياً، بينما فضل زعيم المختارة إختار “المهادنة” كأسلوب للتعاطي مع الملف الحكومي وحيّّد نفسه عن الموضوع وإكتفى بالمراقبة عن بُعد تاركاً الأفرقاء “يتناتشون” الحقائب فيما بينهم بإنتظار جلاء الصورة.
ووسط الأجواء المُستجدّة وإعادة خلط الأوراق، عادت الحرارة إلى خطوط الإتصالات التي من المتوقع أن ترتفع وتيرتها نهاية الأسبوع في محاولة للخروج من المأزق الذي تفرضه الشروط والشروط المضادة.
وفي الخلاصة، لا يزال “التشاؤل” سيّد الموقف في الملف الحكومي والتشكيلة العتيدة رهن المواقف المُتقلبة عشيّة التحضيرات للإنتخابات النيابية المُقبلة، فكلٍ من الرئيسيْن عون وميقاتي باتا أسيرا الخطوط التي رسماها مما يُعيد الأمور في كل مرّة إلى المربع الأوّل، لكن يوم الإثنين المُقبل سيكون موعداً إمّا للحلّ النهائي أو للذهاب بإتحاه “مُشكّل” لا سيّما في ظلّ اهتزاز الثقة بين الرجليْن.