بعد التحية…..
في البرنامج الصباحي الإخباري «حدث في مثل هذا اليوم» أوردت السيدة المقدمة للبرنامج، أنّه «بتاريخ اليوم قامت القوات اللبنانية بتحرير منطقة الكرنتينا من الفلسطينيين وسقوط قتلى وجرحى».. انتهى الخبر.
يهمنا ان نوضح التالي:
أولا… منطقة الكرنتينا بناسها وتاريخها وثقافتها لبنانية… لبنانية منذ بداية القرن الماضي ولبنانيتهم غير قابلة للنقاش بشهادة كل السياسيين اللبنانيين انتخابا واقتراعا كانوا يتنافسون لنيل اصواتها الانتخابية، والتي كانت حينها تتجاوز الألف مقترع (شهادة بيار الجميل ونصري المعلوف وميشال ساسين وأركان الجبهة اللبنانية حينها).
ثانيا: ما حصل يوم التحرير المزعوم كما ادعيتم مجزرة بشرية إنسانية بشعة، لأكثر من ألف وخمسماية مدني شباباً وشيوخاً ونساءً، وبإمكانكم مراجعة أرشيف الصحف لذلك اليوم الأسود، عدا جرف الممتلكات وحرق أطفال وشيوخ داخل منازلهم في أبشع صور الإرهاب والفاشية…
ثالثا: إن هدف العدوان والاجتياح حينها لم يكن التحرير من الفلسطينيين فأعدادهم لا تتجاوز العشرين عائلة وهم كانوا ضيوفاً مسالمين كما الاشقاء من العائلات الكردية والسورية والأرمنية، فهدف العدوان، كما بيّنته كل الوثائق والكتب، اقتلاع المنطقة من جذورها لأسباب اقتصادية وإلحاقها بحوض بيروت البحري، ولأسباب سياسية تتعلّق بتنظيف كل مداخل بيروت من البؤر المعارضة، والتي لا تتماشى مع سياسات التحالف الماروني، عقيدة أو طائفيا أو مذهبيا، من هنا كانت المنطقة البداية في التطهير العرقي والطائفي ثم تلتها النبعة وتل الزعتر ومناطق أخرى…
إنّ الدمار الكامل للمنطقة وجرف أكثرية العقارات وتدميرها يؤكد على بطلان نظرية «التحرير».
إنّ ما حدث يوم 19 كانون الثاني 1976 جريمة بشعة بكل المقاييس والأعراف الدولية والإنسانية…
ورغم كل ما أصابنا من هذه البربرية الفاشية، عدنا للمنطقة نلملم الجراح ونُعيد البناء، واليوم نتطلّع إلى وطن واحد وتعايش واحد ووحدة وطنية تجمعنا مع كل الجوار، فكلنا للوطن حرّاً عزيزاً كريماً،
حضرة الـmtv، نرجو إذاعة هذا التوضيح بالكامل، وفي نفس البرنامج صوناً وإحقاقاً للحقيقة التي عوّدتمونا عليها، مع كل التقدير والمحبة…
المصدر: اللواء – تركي ضاهر