قبيل 24 ساعة من انطلاق ساعة صفر، الإقفال العام والشامل، كان لبنان بعاصمته ومناطقه، «عصفورية» بكل ما للكلمة من معنى، هجوم على السوبرماركات غير مبرر، وتجمّع على أبواب المصارف والأفران، ومحطات البنزين، فالشعب الاستهلاكي، يعيش الهلع، دون أي سبب.
وقبل تفاصيل الهلع «المجنون»، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي، «تسجيل 4557 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» خلال الساعات الـ24 الماضية، توزعت بين 4544 من غباء المُقيمين و13 حالة من الوافدين، ما رفع العدد التراكمي للإصابات إلى 226948 حالة، مصحوبة بـ32 حالة وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 1705 حالات.
من جهته، أعلن رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم عن أنّ «عدد محاضر الضبط بحق المخالفين بقرار التعبئة العامة 10 آلاف محضر»، مؤكدًا أن «الاجراءات هي لحماية الناس وكان لدينا صعوبة في تطبيق المفرد والمجوز وهذا ادى الى خلق مشاكل والى ارتفاع عدد الاصابات»، ومشددا على أنّه «إذا لم يكن هناك وعي من المواطنين بخطورة هذه الجائحة لا يمكننا النجاح، ولا يمكننا ملاحقة كل المخالفات لذلك على المواطنين مساعدتنا».
جنون ميداني
فبعيداً عن العاصمة التي هدأت ثورتها «المفجوعة» نوعاً ما عن أمس الأول، فأفادت مراسلة «اللواء» من صيدا، ثريا حسن زعيتر بأنّه اسبتاقا للحجر المنزلي القسري تهافت المواطنون في عاصمة والجوار على مخازن ومحال بيع المواد الغذائية، كما شهدت شوارع المدينة زحمة سير، خاصة قرب السوبرماركت كي يتزود المواطنين بالمواد الغذائية، فيما كثفت القوى الأمنية وشرطة بلديات صيدا والجوار حملات رصد وضبط مخالفات التعبئة العامة.
ولعل المُضحك المبكي، هو طواير المواطنين امام الافران في المدينة، التي شهدت ازدحاما خانقا لشراء ربطة الخبز، حيث اصطف المواطنون في صفوف بانتظار دورهم، وقد جرى تعميم بيع ربطة واحدة لكل زبون بعدما عجز قدرات الافران عن تأمين الاحتياجات دفعة واحدة، علما ان الافران مستثناة من الاقفال.
{ ومن حاصبيا، أفاد مراسل «اللواء» حسين حديفة بأنّه مع تأكيد مجلس الدفاع الاعلى لقرار الاقفال العام، ومنع التجول في كافة المناطق اللبنانية من 14 الجاري ولغاية 25 منه لمواجهة تفشي «كورونا»، تشهد المحلات التجارية في سوق حاصبيا، كما الصيدليات حركة غير مسبوقة للمواطنين للتزود بحاجاتهم الضرورية من غذائية وتموينية، ما تسبب بازدحام مروري، إضافة إلى عدم مراعاة شروط السلامة العامة إن كان في الشارع أو داخل المحلات التجارية، وخاصة لجهة الاكتظاظ وعدم التقيد بمسافة التباعد الاجتماعي المطلوبة.
{ من جهتها، أفادت مراسلة «اللواء» من جبيل نالسي جبرايل يونس بأنّ ارتالاً من السيارات تشهدها مداخل المستشفيات الخاصة والحكومية في جبيل، البترون وكسروان وخصوصاً مستشفى سيدة المعونات الجامعي منذ صباح اليوم الاول من السنة الجديدة. فمشكلة التوافد الجنوني على فحوصات pcr كشفت النقص الهائل، ليس في أجهزة التنفس فحسب إنما في أعداد الطاقم الطبي والتمريضي، ما اضطر مسعفي الصليب الأحمر الى الانتظار مع المريض لساعات أمام اقسام طوارئ كورونا ريثما تتمكن المستشفى من تأمين سرير أو استقبال الحالات الطارئة.
فحوصات صور واجتماع بصيدا
إلى ذلك، توجّه مدير مستشفى «الشهيد محمود الهمشري» الدكتور رياض أبو العينين، على رأس فريق «كورونا» التابع للمستشفى وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الى منطقة صور في الجنوب، لإجراء فحوصات PCR في مخيمات الرشيدية والبص وبرج الشمالي وتجمع جمجيم – ابو الاسود، وذلك بتوجيهات من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وقائد منطقة صور العسكرية والتنظيمية لحركة «فتح» اللواء توفيق عبد الله، بعد انتشار الفيروس في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
هذا، وأوصى الاجتماع التنسيقي الدوري حول مستجدات الوضع الوبائي ضمن نطاق اتحاد بلديات صيدا الزهراني بسلسلة اجراءات وخطوات «لاحتواء تفشي فيروس كورونا ومواكبة مرحلة ما بعد الإقفال والتحضير لوصول اللقاحات».
وكان الاجتماع قد انعقد في مجدليون بدعوة من النائب بهية الحريري، وحضور «رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور جلال حيدر، طبيبة قضاء صيدا الدكتورة ريما عبود، رئيس مجلس ادارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور احمد الصمدي، المشرف على صندوق دعم المستشفى رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيسة مجلس ادارة مدير عام المستشفى التركي التخصصي للحروق والصدمات في صيدا منى ترياقي، المستشار الصحي للنائبة الحريري الدكتور ناصر حمود، ومستشارها لشوؤن صيدا والجوار امين الحريري، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد فادي قرانوح، رئيس مكتب شعبة المعلومات في صيدا الرائد فؤاد رمضان، مدير وحدة ادارة الحد من مخاطر الكوارث في لبنان زاهي شاهين، مدير غرفة إدارة الأزمات والكوارث في بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، ريم حنيني عن محافظة لبنان الجنوبي، منسق وحدة الحد من مخاطرالكوارث في الصليب الأحمر اللبناني في صيدا والزهراني شوقي عنتر، والدكتور فادي سلامة ممثلا مدير مستشفى الهمشري الدكتور رياض أبو العينين.
وبعد استعراض الحريري الوضع الراهن «في ظل تصاعد وتيرة تفشي فيروس كورونا في لبنان، وما يفرضه من تشديد في الإجراءات الوقائية»، وقالت: «إن التطور السلبي المتسارع للوضع الوبائي يجعلنا نشدد أكثر على ضرورة اخذ كل الاحتياطات والاجراءات الوقائية والرادعة سيما وان ارتفاع اعداد الاصابات بات يشكل عبئا كبيرا على المستشفيات في طل عدم توافر الأسرة الكافي لاستقبال المرضى. وبالنسبة لصيدا ومنطقتها، لدينا قلق من ان تتزايد الأعداد وتزيد عن قدرة المستشفيات على استيعابها».
لفتت إلى أنّ «هناك توجّهاً رسمياً لتحويل المستشفيات الحكومية فقط لمرضى الـ»كورونا» وهذا أمر جيد لكن يجب تحديد الآلية التي ستتبع لتحقيق هذا الأمر. فتحويل مستشفى صيدا الحكومي الى مستشفى لمرضى كورونا فقط يتطلب تأمين ما يحتاجه من مستلزمات ودعم بشري ولوجستي ليستطيع القيام بهذه المهمة وهو اثبت منذ بدء الأزمة وحتى اليوم انه على قدر المسؤولية واكثر رغم الامكانيات المحدودة».
إقفال ومحاضر
وطلب محافظ النبطية بالتكليف الدكتور حسن فقيه، في بيان إقفال المصلحة المالية الاقليمية في محافظة النبطية، اعتبارا من صباح اليوملغاية صباح يوم الاثنين المقبل في 18 الحالي، «حفاظا على سلامة الموظفين والمواطنين وفي محاولة لاحصاء المخالطين، بعدما سجل اصابة 5 حالات بين الموظفين بالكورونا فيها».
المصدر: اللواء