تبدو طرابلس اليوم في قلب الحدث، إن لم نقل هي الحدث بحد ذاته، إذ بعدما لقّبت في الأمس القريب بعروس الثورة يتخوّف سياسيوها وحتى ابناؤها من ان تصبح مدينتهم في الجزء الثاني من الثورة شرارتها الحارقة بعدما كانت عروستها المضيئة. وبالرغم من ضجيج الاسواق الخاوية من المتبضّعين والمتخمة بالبطالة، يترقّب الناشطون السياسيون والاجهزة الامنية حركتها بحذر،
بعدما فاجأت التحركات الاخيرة للثوار الاصليين و«الصينيين» اهل المدينة وأقطابها وزعماءها الذين استنكروا جولات العنف التي لم تعد تليق لا بالمدينة ولا بالثورة الشريفة التي انطلقت في 17 تشرين الأول. وحين تفاقم الغضب الشعبي ضد الطبقة الحاكمة مجتمعة، صَبّ أهل المدينة جام غضبهم ولومهم الأكبر على زعمائها،
على قاعدة انّ القريبين هم «الاولى بالمعروف» في وقت قَيّم أغلبية ابناء المدينة الاجتماع الطارئ وخلوة النواب والفعاليات الشمالية في معرض طرابلس، بأنها استعراضية… ومخيبة للآمال.
مرلين وهبة – الجمهورية